top of page

OLA   ALHAJ   ALI

متربية !

عنَّفه وأَنَّبَه : 

دخان ؟! منذ متى ؟! ولما ؟! 

استجمعَ ما بقي في نَفسِه من هدوء ، وما بقي في نَفَسِه من أوكسجين ! وقال لابنه : اجلس نتفاهم .

وقبلَ البَدءِ أشعل سيجارته !!

لرأي والرأي الآخر 

في افتتاحيةِ العددِ كتبَ بالخطِّ العريضِ :

للخلافِ آدابٌ ، والخروجُ من الخلافِ مستحبٌ . 

ثمَّ أَوصى المُحرِرَ : قصَّ من المقالِ ذاك ؛ فصاحبُه من اتجاهٍ آخر ورأيه عنَّا مؤخر !!

"طيفُ خيال

أَرخى الليلُ سدولَه ، اقتربَ منها ، داعبَ خُصلاتِ شعرِها ..

أَفاقت ، فإِذا به طيفُ خيالٍ يراودُها كلَّ ليلةٍ !!

حدَّثتها نفسُها بحديثٍ صادقٍ :

"لا تعوِّلي على طيفِ خيالٍ أو زائرِ ليل" !

وهَمَّت 

استيقظت ، أَخَذتها قدماها تلقائياً إلى المطبخِ !

أَلقمت الماءَ بقهوتِها ، احتستها على إِيقاع نغمٍ فيروزي عذب ، وقبل الرشفة الأَخيرةِ تذكرت قائمةَ المهامِ التي تلاحقُها فشمَّرَت عن سَاعِديها وهَمَّت ..

فارتعد !!

جلسَ منتشيًا يستذكرُ:

جمهورٌ يصفقُ له عقبَ محاضرةٍ ويغرقُه بالمديح ، يرى دروعَ التكريمِ حولَه فينتشي أكثر !!

باغتَه فجأةً صوتُ التلفاز : (( وفوق كل ذي علمٍ عليمٌ )) 

فارتَعَدَ !!

غَيَّرَ جلدَه !

لملمَ شعثه ، حَزَمَ مَتاعَه أَو أَشباه المتاعِ !

حَدَّثَ نفسَه : هذه الثانية .

فأَجابته : لكنَّها أَدهى وأَمَرُّ ؛ ففي الأَولى أخرجك عدو وفي الثانيةِ يخرجُك ابن جلدتِك الذي غيَّرَ جلدَه !!"

علمٌ مُعَلب !

قَلَّبَ صفحاتِ كتابِه المتآكلِ :

هذا الدَّرسُ غيرُ مهمٍ ، ذاك محذوفٌ ، وذا يعتليه بالخطِّ العريض "مش داخل" !! وصفحاتٌ تعترضُها إشارة " × " ! 

وتنتهي المذاكرةُ ويُختمُ العلمُ المُعَلَّبُ !”

© Lermontov Microstories website by Romain Lasserre

bottom of page